إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الأمثال الشعبية

تذكرت اليوم أستاذنا الدكتور / محمد الهادي عفيفي عندما حلل شخصية ابن البلد من خلال الأمثال الشعبية في حقبة الستينيات وذلك في كتابه التربية والتغير الثقافي في المجتمع ، صدقاً كان تحليله في قمة الروعة ومن الأمثال التي ساقها في كتابه ( أردب ما هو لك ما تحضر كيله لا تتعفر ذقنك ولا تتعب في شيله ) وتدل على الأنانية وحب الذات وعدم مد يد العون للآخرين وأضيف أنه مناقض لتعاليم ديننا الحنيف بإعانة ذا الحاجة الملهوف ، مثل (ألحس مسني وأبات مهني ولا كبابك إلي قتلني ) ويحكي قصة فأرين متجاورين يعيش الأول في مطعم كباب والثاني في دكان للحلاقة ، وتقابلا في يوم فقال الأول أتناول يومياً كباب ولحم مشوي وأصناف من الطعام ما لها عد ، فقال الثاني أما أنا فألعق بعض الزيت الذي يضعه الحلاق على الجلده لسن الموس ، فقال له الفأر الأول يا مسكين ما رأيك أن تشاركني العشاء في المطعم اليوم ، في هذا الوقت فطن صاحب المطعم لسبب اختفاء بعض قطع اللحم ، فدس السم في قطعتين لقتل الفئران وعندما أكل الفأران اللحم وأوشكا على الهلاك قال الثاني للأول المثل الآنف ذكره ( ألحس مسني وأبات مهني ولا كبابك إلي قتلني )ويدل المثل على شخصية لا تريد المجازفة و التقدم بل تريد أن تقبع في مكانها خوفاً من المجازفة أي ( تبقى محلك سر ) المثل الذي أعجبني أيضاً ( هو انت تفتح عينك للدبان وتقول دا قضى الرحمن ) ويدعوا هذا المثل للعمل والحركة مثل المثل القائل ( الشاطرة تغزل برجل حمار ) على الرغم مما في رجل الحمار من عوج وعدم تماثل أما العبارات والأمثال الشائة الآن فنجد منها( أعلى ما في خيلك اركبه )( ابقى اشتكيني )( خلي المحكمة تحكم للورثه ) ( إلي ما لوش ظهر يضرب على بطنه ) ( يا بخت من كان النقيب خاله ) ( إلي له واسطه ياكل البسطه وإلى ما لهوش واسطه يقعد على البسطه ) ( إذا أردت أن تنجز فعليك بالوينجز ) ( فتح عينك تاكل ملبن ) ، نلاحظ في العبارات والأمثال سالفة الذكر أن الواسطة والمحسوبية واليأس من تطبيق القانون قد شاع في الحياه العامة ولذا تولدت بعض العبارات التي تواسي صاحب الحق المسلوب وتساعده على امتصاص الصدمة أو التخفيف من الآثار المترتبة عليها أي أنها تعمل كجمانيزيوم نفسي يخفف من الضغط ويؤدي لقبول الواقع بما يحمله من ظلم وجور والأمثلة على ذلك ( يا عم كبر دماغك ) ( ريح بالك ) ( متشغلش دماغك ) ( عليه العوض ) ( ربك هيفرجها ) ( ربك هيعدلها ) ( الصبر مفتاح الفرج ) ( إلي كاتبه ربك هيكون ) ونعم بالله ، نعم نحن نؤمن بذلك ، ولكن علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نأخذ بالأسباب فقال للأعرابي : إعقلها وتوكل ، أي توكل على الله و اربط الناقة ثم ادخل المسجد ولا تتركها بدون قيد وتقول توكلت على الله ، وفي يومنا الحاضر نقول أوقف المحرك عن العمل أثناء تعبئة الوقود ، أو انزع المفتاح و اغلق السيارة حتى لا تسرق وبذلك تكون توكلت على الله ، لذا يجب أن نزرع في أبنائنا قيمة التوكل على الله حق توكله والمثابرة في العمل والمطالبة بالحق لآخر رمق ( فلا يضيع حق وراه مطالب ) مثل مصري أعجبني .

الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

يا رب أكون غلطان

اليوم 26 نوفمبر 2008 ، بعد يوم شاق في العمل المدرسي ، قررت اصطحاب بعض أوراق امتحان الطلاب لتصحيحها في المساء بينما أشاهد التلفاز ، ويا ليتني غيرت فكرة المشاهدة واكتفيت بتصحيح أوراق الطلاب ، فبرنامج 90 دقيقة والذي يلاقي شعبية عارمة في مصر ناقش موضوع عن تحرش جنسي من قبل أحد المعلمين بتلميذة في المرحلة الابتدائية ، وأقسم لكم أنني تأثرت في بداية عرض القضية ولكن طريقة عرض الموضوع وبعض زلات اللسان التي وقع فيها المذيع الحاذق جعلتني أفهم ويا ليتني ما فهمت
1- القناة التي تبث هذا البرنامج مملوكة لرجل أعمال معروف بموالاته للحكومة.
2- المذيع ممن يصنفون المجتمع طبقياً ( من كلامه ) أن سكان منطقة نادي الصيد والدقي ومصدق ولاد ناس يعني ليسوا مثل ولاد .......
بتوع العشوائيات .
3- زلة لسان المذيع المحترم إن التجاوزات من المعلمين كانت في المدارس الحكومية فقط مثل ما يحدث في المستشفيات الحكومية أيضاً .
4- في هذه الأيام تطفوا على السطح نغمة بيع أصول القطاع العام للمواطنين.
5- المعادلة واضحة وهي الضوء الأخضر لهذا الإعلامي لتهيئة الرأي العام لتقبل بيع وزارتي التعليم والصحة .
6- متي يصبح الإعلامي صاحب رأي صادق وفكر محترم .

الجمعة، 7 نوفمبر 2008

شتان

فارق كبير بين عالم متواضع وآخر قمة في الغرور هذان النموذجان احتلا حيزاً كبيراً في وسائل الإعلام العربية والعالمية ، وقد ادرج اسم أحدهما في المقررات الدراسية في كتب العلوم ، وللأسف سمعت لقاء مع هذا العالم الكبير وأحسست بدهشة كبيرة عندمل أحسست بالغرور يملأ جوانبه ، فالعالم المسلم لابد أن يتبع القول المأثور ( كلما ازددت علماً أحسست أنني ازددت جهلاً ) ، أما عالمنا الجليل صاحب الاكتشاف الأهم بعد قانون الجاذبية فقد أخذ في اللقاء الأخير يعدد مآثرة وكيف وصل لمكانة لم تصل إليها مرجريت تاتشر بلحمها وشحمها وبعد وصلة المدح فاجأنا بقوله أن الدول العربية هي التي تتمتع بالمشاكل والتخلف ، ونسي سيادته أن المشاكل التي وقعت علينا كانت بسبب دفن النفايات النووية للغرب في هذه الدول البائسة وزادت هذه المشاكل وتفاقمت بعدما زرع الغرب هذا الكيان الصهيوني في أراضيه فمزق قلبه ، هذا الكيان الذي زاره سيادة العالم الكبير بعد فوزه بجائزة نوفل ، الحقيقة لا أعرف هل كانت الزيارة بعد الفوز أم قبل االفوز ( متفرقش ) المهم أحسست في كلامه بالتشفي في من كان سبباً في فصله من الجامعة المصرية العريقة وكأن لسان حاله يقول ، شفتم أصبحت أحسن منكم بل أحسن واحد في العالم .
دكتورنا الفذ العملاق انسى ما حدث لك في الماضي وحاول أن تصلح هؤلاء القوم الذين أساؤا إليك ، وحاول أن تساهم في إصلاح المشاكل التي تضرب العالم العربي بدلاً من نبرة التشفي التي أحسستها في كلام سيادتك.
أما بالنسبة لعالمنا الجليل الذي نال أرفع الأوسمة الأمريكية في مجال اكتشاف خصائص الذهب واستخدامه مستقبلاً في علاج السرطان فقد ضرب قمة المثل في التواضع ، حتى على الرغم من اهمالوزير التعليم لهذا العالم الجليل وعدم حضور تكريم جامعة القاهرة له .
فيا علماء مصر والعرب لا تنسوا فضل من علموكم و كانوا سبباً لما أنتم فيه الآن .