إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 22 أكتوبر 2009

فوبيا الخنازير

خنازيروفوبيا
درسنا في علم النفس أنواع مختلفة من الفوبياوات وعرفنا أنها عبارة عن خوف مرضي من العديد من المثيرات حولنا مثل الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الحشرات أو الزواحف أو الظلام ......إلخ
أما اليوم فنحن بصدد الحديث عن خنازيروفوبيا ( للمزح فقط ) نعود لبداية معرفتنا بمرض أنفلونزا الخنازير ، كان ذلك في شهر إبريل من العام 2009 حيث انتشر خبر الأنفلونزا الخنازيرية مثل النار في الهشيم لدرجة أن بعض الزملاء قرروا عدم السفر لبلدانهم في الإجازة الصيفية خوفاً من تفشي المرض هناك وعدم تمكنهم من العودة إلى الإمارات بسبب اتخاذ إجراءات حجر صحي وما إلى ذلك من احتياطات أطلقتها وزارة الصحة العالمية وكان من بين المقترحات منع التنقل بين الدول.
لنعود إلى بداية الإعلان عن ظهور المرض فقد (أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات المؤكدة في مختلف أنحاء العالم بلغ 112 حالة، منها 64 حالة في الولايات المتحدة، و26 في المكسيك، وست حالات في كندا وثلاث حالات في نيوزيلندا وحالتان في كل من بريطانيا وإسبانيا وإسرائيل).

شيئ لزوم الشيئ

لا أخفيكم سراً أنه ساورني الشك عندما أعلن اليهود عن إصابتين بينهم ثم ما لبثوا أن أعلنوا عن عشر إصابات ، ولم أتردد لحظة في اصطحاب أبنائي في الإجازة الصيفية إلى مصرلأني أيقنت أن هناك لعبة تقوم بها بعض الدول لإلهاء البشر عن شيء يعلمه الله وبالفعل كما توقعت حصلت على تذاكر بنصف الثمن لأن الكثير من الناس خشي من عواقب السفر والعدوى ولقد وجدت العجب العجاب ، فالكاميرا الحرارية في مطار النزهة بالإسكندرية والتي من المفترض أن تكتشف المرضى من خلال ارتفاع درجة حرارتهم مثبتة بدون سلك يصلها بالكهرباء أقصد أنها وضعت لزوم الصحافة والتصوير والفرقعة الإعلامية.

إطمئنان

قلت في نفسي أكيد أن هؤلاء القوم قد فطنوا إلى لعبة منظمة الصحة ومن يقف وراءها وخاصة أن بمصر فحول الطب في العالم ، أما على مستوى الشارع العادي فوجدت أن الناس لا يكترثون بهذا المرض ووجدت الاختناقات المرورية بين بني البشر في الشوارع المكتظة بالمتسوقين من أجل المدارس وعيد الفطر ولم أجد واحداً من الناس يضع كمامة أو يمسك في يده منديلاً ليعطس فيه ، ولم أجد المساجد في شهر رمضان خاوية على عروشها بل وجدتها عامرة بضيوف الرحمن ليس بينهم حواجز ، والأغرب أنهم كانوا يشربون الماء تباعاً من كأس واحد يمررها عليهم أحد الغلمان في فترة الاستراحة في صلاة التراويح ،ولم نسمع بأي إصابة بين سكان هذه المنطقة والتي تقدر ببضع مئات الألوف، وقد إطمأن قلبي بأن هذه الجائحة ما هي إلا تضخيم إعلامي خاصة عندما قرأت أن عمار بيت الله الحرام في العشر الأواخر من رمضان كانوا يرفضون وضع الكمامات في الحرم ، ولله الحمد ما أعلن عنه من وفيات من بين ثلاثة ملايين معتمر أقل بكثير من عدد الوفيات التي أعلن عنها في مدينة بها ثلاثة ملايين نسمة في نفس المدة الزمنية .

المدارس

أعلنت العديد من الدول تأجيل الدراسة بها خوفاً من انتشار أنفلونزا الخنازير بين طلاب المدارس ، وبقي موعد بدء المدارس في الإمارات كما هو ، وقد اتخذت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة عدة إجراءات للحد من انتشار هذه الجائحة في المدارس وكان منها حضور معلم على الأقل من كل مدرسة اجتماع مع فريق من وزارة الصحة للتعريف بالمرض وطرق مكافحته، واختيرت لأكون رئيس فريق مكافحة أنفلونزا الخنازير في المدرسة ، وتلخص عملي فيما يلي

1- تجهيز غرفة لعزل الطلاب المصابين

2- توعية الطلاب بأساليب النظافة وغسل الأيدي وتعقيم الأدوات

3- اكتشاف الحالات صباح كل يوم وإرسالها للمستشفى بعد حضور ولي الأمر

شائعات

أثناء تفقدي للطلاب في الطابور الصباحي قال لي أحد الزملاء أتدري أن نصف سكان هذه المدينة مصابون بالمرض ، فتبسمت ضاحكاً ، قال والله أتكلم بلسان انسان ثقة حدثني بذلك ، فقلت له بالله عليك أأصدق من حدثك أم أصدق نفسي ، فسألني كيف؟ قلت له يا أخي من أين هؤلاء الطلاب ؟ أليسوا من سكان هذه المدينة ؟ هل ترى ارتفاع في نسبة غياب الطلاب لهذا اليوم ؟ فأجاب لا قلت له المدرسة تعدادها يفوق ستمائة طالب ، ولم ألاحظ غير حالة أنفلونزا واحدة أمس وبمراجعة الطالب للمستشفى أخبروه أنها أنفلونزا عادية ومنحوه راحة لمدة ثلاثة أيام ، فالبديهي أن يمرض نصف الطلاب إذا صدق كلام صاحبك ، وياللعجب أقسم أن هذا العام تحديداً شهد أقل عدد اصابات بالأنفلونزا العادية بين الطلاب.وبفضل الله الدراسة مستمرة لأكثر من شهر والطلاب والمعلمين بخير والحمد لله رب العالمين.

الاسلام والعادات الصحية

كما ذكرت أن التركيز على النظافة وغسل الإيدي من أهم الوسائل للوقاية من المرض ، هل هناك دين يحث على التطهر والنظافة أكثر من السلام ، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لو أن بباب أحدكم نهر جار فهو يغتسل منه خمس مرات هل يبقى من درنه شئ ، والعادات الإسلامية في تناول الطعام باليمين والمصافحة باليمين ، واستخدام اليد الشمال في اماطة الأذى مثل التنفل ( ازالة المخاط من الأنف) والاستنجاء وما إلى ذلك من الأمور التي من شأنها نقل العدوى ، أليس ذلك خير دليل على أن الإسلام وعاداته هي المنقذ من كل داء وبلاء.

دعاء

في الختام أدعوا الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجنب المسلمين الغلاء والوباء والوهن ، وأن يجعل الدنيا تحت أقدامنا وأن يبارك في أبنائنا ويعز الإسلام والمسلمين ويعلي كلمتي الحق والدين .........آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: